جوزيف تشامبرلين: ﺳِﻴﺮَﺓ

عدد المشاهدات: 12
Ma'akomm

جوزيف تشامبرلين

ولد: 8 يوليو 1836، لندن
توفي: 2 يوليو 1914، لندن

كان جوزيف تشامبرلين رجل أعمال وسياسيًا بريطانيًا بدأ مسيرته كعضو في الحزب الليبرالي، ثم انضم إلى الحزب الليبرالي الوحدوي، وفي النهاية إلى الحزب المحافظ. وُلد تشامبرلين في كامبرويل بإنجلترا، وكان والده صانع أحذية ناجحًا. نشأ في منزل ليبرالي وقرر عدم الالتحاق بالجامعة، واختار بدلاً من ذلك العمل لفترة مع والده قبل أن ينضم إلى عمل عائلي في مجال صناعة البراغي، الذي حقق نجاحًا كبيرًا وأكسبه ثروة تقاعد على أساسها.

خلال هذه الفترة، انخرط تشامبرلين في السياسة حيث كان مصلحًا اجتماعيًا. بصفته عمدة برمنغهام، أقر إصلاحات تعليمية، وحسّن الظروف المعيشية، ووضع المرافق العامة تحت سيطرة المدينة. انتُخب لاحقًا كعضو في البرلمان حيث واصل نشاطه كمصلح اجتماعي. في عام 1895، تم تعيينه وزيرًا بريطانيًا لشؤون المستعمرات.

كان تشامبرلين نوعًا جديدًا من الصهاينة. لم يكن من الصهاينة المسيحيين الذين يدعمون إنشاء إسرائيل لأسباب دينية؛ سواء لرغبتهم في إعادة إنشاء مملكة إسرائيل المذكورة في الكتاب المقدس أو لأن عودة الشعب اليهودي إلى إسرائيل هي نبوءة كتابية تسبق المجيء الثاني للمسيح عيسى عليه السلام. كما أنه لم يكن داعمًا للدولة اليهودية لأسباب إنسانية مثل معاداة السامية التي عانى منها اليهود في جميع أنحاء العالم، وخاصة في أوروبا.

في بلده، كان اليهود يهاجرون بأعداد كبيرة، وكان تشامبرلين داعمًا قويًا لقانون الأجانب لعام 1905 الذي قيد الهجرة. وعلى الرغم من أن القانون لم يصرح صراحة بأنه يهدف إلى تقييد هجرة اليهود من أوروبا الشرقية، إلا أن ذلك كان هدفه الأساسي. كان السبب الرئيسي لتشامبرلين في تقييد الهجرة اليهودية هو خوفه من أن يؤدي ذلك إلى خفض أجور الطبقة العاملة البريطانية وإثارة مشكلات اجتماعية.

كانت الصهيونية بالنسبة لجوزيف تشامبرلين مبنية على رؤيته بأن الإمبراطورية البريطانية هي أهم أولوياته. قدمت الصهيونية فرصة مغرية للإمبراطورية البريطانية. كتب جوليان آميري، كاتب سيرة تشامبرلين، أن “مستعمرة يهودية في سيناء قد تكون أداة مفيدة لتوسيع النفوذ البريطاني في فلسطين عندما يحين الوقت للتقسيم الحتمي للإمبراطورية العثمانية”. كان أحد الأماكن التي عرضها تشامبرلين على القيادة الصهيونية هو العريش، وهي أرض تقع في سيناء. دعم آرثر بلفور، رئيس وزراء المملكة المتحدة ومؤلف وعد بلفور، هذه الخطة كصهيوني مسيحي.

رغم رفض خطة العريش، قدم جوزيف تشامبرلين خطة أوغندا التي عرضها على ثيودور هرتزل، الذي التقى بالعديد من القادة لدعم الجهود الصهيونية في إنشاء دولة يهودية، مثل القيصر فيلهلم الثاني والسلطان عبد الحميد الثاني. عرض تشامبرلين على هرتزل وطنًا يهوديًا في شرق إفريقيا تحت السيطرة البريطانية. وكتب: “إذا كان الدكتور هرتزل يميل إلى تحويل جهوده إلى شرق إفريقيا، فلن تكون هناك أي صعوبة في العثور على أرض مناسبة للمستوطنين اليهود.”

كانت لدى تشامبرلين دوافع خفية لخطة أوغندا. كان مؤيدًا لإنشاء سكة حديدية واعتقد أن هذه السكة الحديدية ستكون مفيدة اقتصاديًا وسياسيًا لأنها ستؤمن مصالح بريطانيا ضد الألمان في الجنوب. وجد تشامبرلين في هذا الحل المثالي للمشكلات التي واجهها. في مواجهة موجة من الهجرة اليهودية إلى المملكة المتحدة، تمكن من تحويلهم إلى شرق إفريقيا حيث يمكنهم تأمين نفوذ الإمبراطورية البريطانية ضد ألمانيا، بالإضافة إلى إنتاج العديد من المستوطنين اليهود الموالين لبريطانيا، مما جعله حلًا يحقق مكاسب متبادلة.

عرض هرتزل هذه الخطة على المؤتمر الصهيوني السادس، مقترحًا إياها كحل مؤقت، لكنها رُفضت في النهاية في المؤتمر الصهيوني السابع.

التعاليق: 0

لن يتم نشر بريدك الالكتروني, الحقول المشار اليها بـ * مطلوبة.

0

Your Cart